الثلاثاء، 20 أبريل 2010

مرارتي يامصر

خلاص المولد شطب والمواضيع أتقفلت ولا جديد تحت الشمس ولذلك سأنشر هذا المقال للتذكرة
عندما قرأت أن وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي والذي يمتلك دار الفؤاد بجلالة قدرها سافر بزوجته للعلاج في الخارج علي نفقة الدولة ساعتها جاءني حالة أرق وهسهس وخوف من مستقبلي المرضي.... السيد الوزير لم يستأمن بلده علي زوجته يبقي أنا المواطنة اللي بتتفرج من بعيد هاأستأمنها إزاي، أنا مش مُعترضة علي سفر الست العيانة، لأننا شعب عاطفي وبنتعامل بحسن نية وطيبة تُحسب لنا علي كل حال، أن مُعترضة علي زوجها اللي عارف أن الوضع مش ولابد وساكت وقانع وبيقول أن الحالة عال العال والأشية معدن وكأن الناس الغلابة مطلوب التخلص منهم علي وجه السرعة فتنظيم الأسرة لم يأتي بالنتيجة المُرجوة منه، واللي مامعاهوش ثمن العلاج في الخارج يستثمر فلوسه أوفر في مقبرة له وللعائلة الكريمة فالموت هو السلعة الوحيدة المتوفرة في بلادي والتي سيتم تصديرها للخارج عن قريب وأهو كله توفيراً للعملة الصعبة وللحياة الأصعب.
ثم تخيلت الريس وهو يتكلم مع وزيره الجبلي في التليفون طلباً للنصيحة بشأن مرارته التي كانت موجودة أو أياً كان مرضه فيقول له : ها ياجبلي جاتلي المرارة تنصحني بأيه ياحبيبي؟
فيرد الدكتور الجبلي : عليك وعلي ألمانيا بيشيلوا المرارة هناك ذي الشعرة من العجينة ومن غير بنج .
فيرد الرئيس: طيب مااعملها هنا احجزلي أوضة عندك في المستشفي، أحسن الشعب عينيه مقورة ومدورة وماعندوش دم وهايبصولي في المرارة كمان.
فيبهت الجبلي( ماهو لو الريس دخل عنده الفؤاد مش هايدفع، وهو الريس هايدفع لوزيره، مش أصول مريسة) : لا بلاش ياريس مافيش أوض فاضية عندي، وبعدين شعب أيه اللي أنت عامل حسابه دا، أنت كدة بتوفر أوضة فاضية للمواطن الغلبان يتعالج فيها كتر خيرك قلبك علي البلد وبعدين ألمانيا مُتخصصة في المرارة يولع الشعب وعيون الشعب المقورة المُهم مرارة سعادتك.
ووزير الصحة له باع طويل في تجميل الحقائق وتزييفها فقد قال يوماً لن أنساه ماحييت للريس رداً علي سؤال سيادته : هو السرطان ذاد في مصر كدة ليه؟
فرد حاتم الجبلي وكأن السرطان دا يبقي أبن خالته لزم : لا ياريس السرطان هو هو من يوم آدم وحوا بس العلم تطور كتير والاكتشاف المُبكر للمرض ذاد .
معذور أصله لم يعدي ولو بالصدفة البحتة علي مستشفيات السرطان ( اللي العلاج فيها بقي بالطابور، طابور أطول من طابور العيش المشهور) ولم يري بعينه الشاب الصغير المُصاب بالمرض الخطير والذي أمسك بالسكين لكي يحاول أن يقتلع المرض بنفسه من الألم الذي يشعر به بعد أن فشل الطب ( المُتطور في علاجه علي رأي السيد الوزير) في علاج الألم الفظيع الذي يشعر به.

رجعت بالسلامة ياريس بس ياريت تعالج مرارتنا عشان احنا تعبانين ومحتاجين نظرة عطف منك ومن وزرائك (أعداء الشعب )
سحر غريب