![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhomf0poiUDD0-IzFFb4FIX40Hl65tGPDQ5U-PU90pCqG1RDW5UfVQtV-pzCz9Q3gKFu0F9160T0orDBXfne972ApW5GecAqRjbqmHpAgx8cyQbm3zN33ymPUGpaMmE8g_41PTfYvfyX7zd/s320/3m_abdo.jpg)
شاهدنا جميعاً ثلاثية الكاتب العبقري نجيب محفوظ الذي صور لنا إذدواجية الشخصية التي كان يتعامل بها السيد أحمد عبد الجواد مع المُجتمع فهو داخل جدران بيته ومع زوجته وأبنائه رجلاً قاسي القلب يُعامل زوجته بمنتهي الدونية ولا يري في شخصها سوي خادمة ومُربية لأبنائه أما خارج البيت فهو رجلاً حنوناً مُجاملاً مع الغواني عاشقاً للضحك مع الأصدقاء... هذه كانت شخصية سي السيد التي كان يسير علي نهجها مُعظم الرجال وكانت المرأة تحتمل هذا بأعتبار أن هذه النوعية من الرجال كانت تُعبر عن توجه عام للرجال... فمُعظم الأزواج يرفضون مُساعدة زوجاتهم في البيت حتي في أبسط الأمور وذلك لإعتقاد الرجل بأن مكانته وعرشه سيهتزان أمام زوجته وينزل درجةً عن مكانة سي السيد التي يعشقهاإذا أخطأ و ساعدها لا سمح الله.
أما الآن وبعد أن خرجت المرأة للعمل وتساوت الرؤوس بينها وبين زوجها وأصبح للمرأة كياناً مُستقلاً ودخل خاص وأراء تختلف عن أراء زوجها فقد أصبحت شخصية سي السيد شخصية غير مقبولة إجتماعياً، شخصية عفا عليها الزمان وأصبحت من العصر البائد، وطالبت المرأة في حقها بمُعاملة أفضل وإحترام أكثر.
ثم خرج علينا التليفزيون التُركي بمسلسل شاهدناه جميعاً في المُجتمع النسائي الرافض لشخصية سي السيد.. هذا المُسلسل الذي أثار زوابع نسائية ومُطالبات بمعاملة تُشبه مُعاملة مهند بطل المسلسل لزوجته نور العنيدة.. وحرص سي مُهند علي مُعاملة نور بمنتهي الرومانسية والأدب ناهيك عن الهدايا القيمة التي يغدقها عليها والأزهار الحمراء الكثيرة تعبيراً عن حبه لها و التي يهديها إياها بمناسبة وبدون مناسبة أما عندما خُطفت نور من مهند قام بتمشيط الأرض بحثاً عنها وواجه الموت من أجل رموش عينيها... طبعاً منتهي الخيال... فلا يوجد زوج علي أرض الواقع يدخل حرباً كتلك الحرب الضارية من أجل زوجة قابلة لإستبدال والتجديد، ثم حدث خلاف بين مهند وزوجته نور وصل بهم إلي مرحلة الطلاق ولكنه كان طلاقاً مُتحضراً ليست به إهانات ومهاترات بل حتي طلاقهما كان يغلب عليه الطابع الرومانسي، كما أعاد المسلسل قيمة الترابط الأسري والحب العائلي الذي أختفي من عصرنا الحديث والذي تهفو نفوسنا إلي إسترجاع القليل منه.
بعد هذا لا تتعجب عزيزي الشاب إذا طالبتك خطيبتك بأن تكون العلاقة بينكما كعلاقة نور بزوجها مُهند ولا تتعجب إذا طلبت منك التوقيع علي عقد يضمن لها أن زوج المُستقبل لن يقرب شخصية سي السيد من قريب أو من بعيد فمهند بالطبع يكسب.
أما أنا فلم تعجبني شخصية مُهند فعلاوة علي جماله المُبالغ فيه والذي أرفضه في الرجل حتي لا تتخاطفه الفتيات والسيدات ويكون عُرضة للمُعاكسات... فأنا أيضاً أرفض نوعية الهدايا التي كان يغدقها مُهند علي زوجته وبالفعل وضعتها في قائمة المحظورات بيني وبين زوجي فالزهور لا تستهويني فهي سرعان ما تذوي وتذبل وتموت لتتساقط دموعي عليها فهذه الزهور تدخل علي قلبي سعادة مؤقتة سُرعان ماتتحول إلي ميتم علي ذبولها... كما أن حب مُهند ورومانسيته كانت مُبالغ فيها بشكل كبير بمعني أصح حب ملزّق ...فقد ترك مُهند عمله في نهاية الحلقات لكي يعيش تحت قدم زوجته ليراعيها ويحبها وهذا ما لا أقبل فيه في الرجل حتي لوكان يمتلك من كنوز الأرض ما يغنينا طوال العمر.
الخلاصة أنه مطلوب من الرجل لكي يكسب قلب أمينة المُعدلة أن يتخذ من مُهند بعضاً من هدوء نفسه وصبره علي زوجته ومراعاته لكونها زوجة تعمل ولها كيان في نفس الوقت الذي يشقي هو في عمله.
بقلم سحر غريب
تم النشر في مجلة علّي صوتك